الأحد، 8 مارس 2009

ودان عبـر التاريخ


نبدة مختصرة عن تاريخ ودان - ليبيا
ودان : هي إحدى واحات الجفرة ، تقع شرقي سوكنة وهون بمسافة 34 كم تقريباً ، وتمتد جنوب سرت بنحو 270 كم . وتعد ودان مدينة ضاربة في القدم ، وبالمناسبة يوجد أحد الأبيات الشعرية الشعبية التي تؤكد على ذلك رواه الشاعر الشعبي ابن عامر الفالح ( من مواليد سوكنة سنة 1935 م ) وقد سمعه من شعراء آخرين ، والبيت يقول :زينة يــــــا ودان الشــــــــــــــارف ـــــــ يــــــالــــــــــمـــــــادة كل طــــــوارفويقصد الشاعر بالشـــــــــارف : القديم ، والطوارف : الناسهذا ويقع جزء من ودان على سفح جبل صغير يسمى القارة والجزء الآخر على مستوى سطحي ، وكانت ودان في القديم مسورة وجدرانها بيضاء ، وبها آبار كثيرة ويعتمد أهلها على الزراعة وتربية طيور النعام ولها نشاط تجاري مع ورفلة وسرت ولهم قوافل مع السودان ذات صلات قوية حتى العهد العثماني الثاني .يعود اقدم تاريخ لذكر اسم ( الجفرة ) حسب الوثائق إلى 1112 هـ جاء ذلك في وثيقة تتعلق بالوزن الآقدزي والوزن الجفري . أما كلمة الجفرة : فهي تعني سعة في الأرض مستديرة ، ويقال جَفَر : بمعنى اتسع ، وجمعها جفر وجفائر ، وتشمل الجفرة زلة وهون وودان وما جاورها من الواحات قديماً كان يطلق عليها بلاد ودان التي فتحها بُسر بن أرطأة عنوة على رأس جيش سنة 23 هـ / 643 م وفرض على أهلها غرامة قدرها 360 رأساً من الرقيق . وبعد أن غادرهم ارتدوا وبقوا عاى ردتهم إلى أن فتحهم عقبة بن نافع سنة 49 هـ / 669 م وبقيت مدينة ودان زمن الفتح الإسلامي هي العاصمة .وكان ابن حوقل مدركاً لأهمية ودان ، وسماها جزيرة ودان ويصفها بالناحية والمدينة . والتمور فيها بوفرة وجودة التمور في أوجلة وبسعر رخيص ، وكذلك ، كان النخيل في أوجلة يثمر تموراً جافة ، وفي ودان طازجة ولذيذة .ويقول البكري أن شوارع مدينة ودان مقفولة بأبواب يدافع عنها بواسطة حصن . ويعيش سكانها على التمور ، وكانت الحقول المزروعة قليلة عدداً ، وتروى من خزان نضح . وفي ودان فقهاء وحفاظ قرآن وشعراء و يذكر ياقوت أحد هولاء الشعراء ، أبو الحسن علي بن إسحاق الوداني ، الذي أصبح لاحقاً مديراً للديوان في صقلية .ولم يشر البكري إلى وجود أي قبيلة بربرية في المدينة . بالعكس ، يذكر فيها ممثلين لقبيلتين عربيتين : من سهم ، وأفراد أصلهم من حضر موت . وكانت غالباً ما تنشب بين هاتين المجموعتين نزاعات تتطور أحياناً إلى معارك حقيقية ، وتسكن المجموعتين في أحياء منفصلة ، والمسجد الكبير الواقع بين طرفي المدينة هو المكان الوحيد المشترك بينهما . ويسمى حي سهم دلبـــاك وحي الحضارمة بــوسي – يوسي – لوصي . من السهل الوقوف على السبب وراء الصراعات بين هذه القبائل : إنه الخلاف الخالد بين عرب الشمال وعرب الجنوب . فهم عرب من الشمال شاركوا في الفتح مع عمرو بن العاص وإليهم ينتسب ، وهو يحمل اللقب السهمي . وقد يكون حضارمة ودان منحدرين من الفاتحين مضافاً إليهم مهاجرين أباضيين ، ولا ننسى أن اليعقوبي ينسب إلى ودان سكاناً مسلمين يمنيين . وليس لدينا تفسير لتسمية الحي السهمي . وقد تعود تسمية الحي الحضرمي إلى بوس وهي قريبة من صنعاء في اليمن ، وكانت تقرأ حينها بَوْسِ. ومن المحتمل أن هذا الحي قد أسس من قبل اليمنيين الذين تحدث عنهم اليعقوبي ، و الذين انضمت إليهم قبائل أباضية أخرى من جنوب الجزيرة العربية ، كما برهنت عليه حملة الأشعت في سنة 63 هـ / 762 م .ويقدم وجود القبائل التي أصلها من جنوب الجزيرة العربية في ودان تفسيراً إضافياً للتوسع الهائل للأباضية في الصحراء .ودان قبل عهد دولة أولاد امحمد الفاسي
قبيل تولي أسرة أولاد امحمد الحكم في فزان تعاقبت عليها بعض الحكومات منها سلطنة بني خطاب الهواريين التي قامت في زويلة خلال سنة 306 هـ / 918 م واستمرت دولتهم من أوائل القرن العاشر إلى نهاية القرن الثاني عشر الميلاديين ، وقد امتد نفودهم إلى معظم فزان حتى شمل حدود ودان ، ثم سقطت قاعدة ملكهم زويلة على يد قراقوش الأرمني ، من مماليك الملك المظفر تقي الدين بن أيوب أخي صلاح الدين الأيوبي ، الذي سلك بحملته طريق الحج عبر سيوة إلى أوجلة ثم زلة ومنها إلى زويلة التي استولى عليها سنة 569 هـ / 1174 م . وبعد سقوط قراقوش ومصرعه سنة 609 هـ / 1212م أصبح إقليم فزان قطراً بدون حكومة إلى أن استولت عليها مملكة كانم في سنة 1212 م التي أسسها السلطان دينما في القرن الثاني عشر الميلادي في المنطقة الواقعة حول بحيرة تشاد ، التي مدت نفودها شمالاً حتى غدامس و ودان عبر فزان . وقد حاولت فزان أن تخلع نير الكانميين ، وتزعم الثورة أحد أبناء قراقوش فأرسل إليه حاكم كانم من هزمه وقتله ، وكان ذلك سنة 656 هـ / 1258 م .غير أن مدة حكمهم لفزان كانت قصيرة ، إذ سرعان ما ظهر الخرمان في وادي الآجال ( الحياة ) ، وقام أمراؤهم بتخليص فزان من سيطرة حكم الكانوري أو التشاديين ، و ذلك بطردهم منها في القرن الثالث عشر الميلادي . كما عملوا على توسيع نفوذهم حتى بلغ زويلة شرقاً وسوكنة شمالاً ( ودان ) ، وضموا إليهم غدامس ، وعندما حاولوا أن يمدوا نفوذهم إلى غات والمناطق المجاورة لها اصطدموا بقوة الطوارق هنالك ، وظلوا معهم في صراع مستمر دون أن يحسم أحد الطرفين الأمر ، لذلك بقيت فزان قطراً بلا حكومة ، مما مهد السبيل أمام أسرة أولاد امحمد الفاسي لتولي أمرها قيام دولة أولاد امحمد الفاسي بفزانيقال بأن شريفاً من المغرب قد مر عبر فزان في طريقه لأداء فريضة الحج ، وأن السكان الذين كانوا ينئون تحت نير أسرة قرمان ، قد ناشدوا الغريب الورع النبيل بأن يخلصهم ، وقد أجل ذلك لحين عودته من مكة ، ثم شرع بعد ذلك في الواقع ببعث الروح في البلاد .لعب أولاد امحمد دوراً بارزاً في تاريخ فزان الحديث وقد توسعت دائرة نفوذهم في المنطقة حينما استعان أهل فزان بالشيخ محمد الفاسي لحسم الخلافات بين الطوارق والخرمان ، وذلك بتنصيبه سلطاناً في عام 957 هـ / 1550 م . والجدير بالذكر أن رسالة حبيب وداعة الحسناوي حول أولاد محمد بفزان تعد من أهم المراجع الرئيسية التي أعطت ملومات وفيرة وشمولية عن قيام دولتهم ومؤسساتها ونهايتها في 1813 م .وقد إستطاع السلطان محمد الفاسي ( 1550 م / 1567 م ) أن يوطد أركان دولته بالقضاء على شيوخ الخرمان المناوئين له وقام خليفته وابنه السلطان ناصر 1567 م بتوسيع رقعة الدولة التي ضم إليها غدامس وغات وأجزاء من النيجر وتشاد وبالنسبة لنظام الحكم عند أولاد محمد ، فقد كان السلطان على رأس الدولة ويتمتع بسلطة مطلقة ويعاونه وزير بمثابة مستشار وكان لديه قاضي يتولى شؤون القضاء وأما من الناحية الإدارية ، فقد قسمت فزان إلى تسع مناطق إدارية وهي سوكنة ، غدامس ، قطه ، القلعة ، تكرتيبا ، غات ،مرزق ، القطرون ، زويلة .وفي ظل أولاد محمد شهدت فزان إنتعاشاً اقتصادياً في المجالين الزراعي والتجاري ، لا سيما في ظل حكم السلطان ناصر بن محمد الفاسي . وصارت مرزق مركزاً كبيراً للقوافل التجارية وامتلأت أسواقها بمختلف السلع الواردة من أسبانيا وكذلك ، السلع الأفريقية ومنها الرقيق . والمعروف أن التجار الأوروبيين قد ساهموا في تمويل تجارة الرقيق وتصدريرهم إلى أوروبا وأمريكا .ويرى حبيب الحسناوي أن محمد الفاسي مؤسس دولة محمد كان قد إتخذ من سبها عاصمة له في بداية الأمر . وفي عهده أنتقل بعض أفراد عائلته لمدينة مرزق التي أصبحت العاصمة السياسية الفعلية في عهد حكم المنتصر بن محمد الفاسي 1577 م الذي بنى قصبة مرزق لصد هجمات البدو . تقرير فــريدريــك هورنمان عن عاصمة الصحراء الكبرى[ ..... يحكم فزان سلطان ينحدر من عائلة الشريف ، يقال ان اسلافه كانوا قد جاؤوا من افريقيا الغربية منذ حوالي خمسمائة سنة .
سلطته لا حدود لها ويقوم بجمع خراج لباشا طرابلس قيمته ستة الآف دولار خفضت إلى اربعة الآف . ويحضر رسول من عند الباشا كل سنة إلى مرزق لاستلام المبلغ ذهباً او عبيدا ويسمى هذا الرسول (( بك النوبة ))
ولدى رحيله من طرابلس - الذي يكون عادة في نوفمبر - تخرج معه القوافل المسافرة ، طلباً للحماية .يحمل السلطان الحالي اسم (( السلطان محمد بن السلطان محمد المنصور )) .يستخدم في مكاتباته العادية خاتما يحمل هذا أشراف ودان وزويلة ومسلاتة وعلاقتهم بأولاد امحمد ودورهم تجاه دولتهم في فزان يرتبط الأشراف الموجودون في منطقة فزان ومسلاتة ارتباطاً وثيقاً بالأشراف أولاد امحمد ودولتهم ومن هولاء الأشراف القاطنين بودان وزويلة حيث يقومون بدعم هذه الدولة بجميع ما يملكون من امكانيات مادية ومعنوية وتربطهم ببعض علاقة النسب فالسلطانة يجب أن تكون من الأشراف من زويلة أو ودان يقول فردرك هورنمان : (( ... ويتكون حريم السلطان من السلطانة وهي طبقاً لتقاليد العائلة المالكة لابد وأن تكون من نسل شريف ودان أو زويلة .... )) . وكذلك يقومون بتأدية الخدمات المهمة كمهمة قاضي القضاة بمرزق مثل الشريف فايز بن علي بن فايز



الأحد، 1 مارس 2009